الجريمة الإلكترونية

الجريمة الإلكترونية هي جريمة تتضمن الحاسوب أو الشبكات الحاسوبية،وأي مخالفة ترتكب ضد أفراد أو جماعات بدافع جرمي و نية الإساءة لسمعة الضحية أو لجسدها أو عقليتها، سواءً كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، و أن يتم ذلك باستخدام وسائل الاتصالات الحديثة.

تعريف الجريمة الإلكترونية

حاولت العديد من التشريعات وضع تعريف دقيق وواضح للجريمة الإلكترونية، إلا أنه لم يستقر على تعريف محدد لكون هذه الظاهرة مستحدثة ومتطورة من حين لآخر، وقد أطلق على هذه الجريمة عدة أسماء منها الجريمة المعلوماتية أو الجريمة المرتبطة بالكمبيوتر أو جرائم الشبكة العنكبوتية أو جرائم الكمبيوتر والإنترنت أو جرائم التقنية العالية.

وقد عرف النظام السعودي الجريمة الإلكترونية بأنها: “أيّ فعل يُرتكب متضمناً استخدام الحاسب الآلي أو الشبكة المعلوماتية بالمخالفة لأحكام هذا النظام”.

أركان الجريمة الإلكترونية

1/ الركن المادي: ترتبط طبيعتها في الجرائم الإلكترونيةبالمشكلات المُثارة

2/ الركن المعنوي: ويقصد به الحالة النفسية والمزاجية لمرتكبي الجرائم الإلكترونية

3/الركن الشرعي: ويقصد به الصفات غير المشروعة للفعل، حيث يكون هنالك قاعدة تجريم.

خصائص الجريمة الإلكترونية

تتميز الجريمة الإلكترونية بمجموعة من الخصائص التي تنفرد بها عن الجرائم التقليدية، ومن أهم هذه الخصائص:

  • أن الجريمة الإلكترونية يتطلب لارتكباها وجود جهاز إلكتروني ومعرفة كيفية استخدامه.
  • أن موضوع الجريمة الإلكترونية هي البيانات والمعلومات المخزنة على الحاسب الآلي.
  • أن الجريمة الإلكترونية لا حدود جغرافية لها، حيث أزالت الشبكة العنكبوتية كل الحدود بين الدول وجعلت العالم كقرية صغيرة يسهل التواصل بين الأفراد في القارات المختلفة وهو ما جعل الجريمة الإلكترونية عابرة للحدود.
  • أن الجريمة الإلكترونية صعبة الاثبات والاكتشاف، لأنها لا تترك آثاراً خارجية مادية كالجريمة التقليدية.
  • أن الجريمة الإلكترونية جريمة ناعمة فهي ترتكب دون أي مجهود بدني بخلاف الجريمة التقليدية التي تتطلب مجهود بدني كالقتل والسرقة والاغتصاب وغيرهاـ فهي لا تتطلب سوى علم كافي بالجوانب الفنية والتقنية للجهاز الإلكتروني.
  • أن مرتكب الجريمة الإلكترونية شخص يتميز بالذكاء والدهاء ذو مهارات تقنية عالية ودراية بالأسلوب المستخدم في مجال أنظمة الحاسب وكيفية تشغيله، وكيفية تخزين المعلومات والحصول عليها، في حين أن مرتكب الجريمة التقليدية في الغالب شخص أمي بسيط متوسط التعليم.

صور الجريمة الإلكترونية

صنف الفقهاء الجرائم الإلكترونية إلى عدة تقسيمات، كالتالي:

  • جرائم نظم ووسائل وشبكات المعلومات: وهي الجرائم التي ترتكب على المكونات المعنوية للحاسب الآلي من بيانات ومعلومات، مثل اختراق الحاسب الآلي أو الشبكة، أو بهدف ارتكاب جريمة أخرة مثل تخريب الأنظمة، أو خلق برامج ضارة تنقل عبر الحاسب الآلي وغيرها.
  • الجرائم الواقعة على الأموال والاتصالات: وهي من أخطر الجرائم الإلكترونية الحديثة كونها توقع خسائر مادية ضخمة، ومن أمثلة الجرائم الواقعة على الأموال: جرائم سرقة الأموال والبيانات والبرامج والخدمات الإلكترونية، وجرائم السحب النقدي عن طريق بطاقة الصراف الآلي، وجرائم غسل الأموال عبر الانترنت من تجارة المخدرات والمقامرة والجنس وغيرها.
  • جرائم الاعتداء على الأشخاص والحياة الخاصة: وهي من أكثر الجرائم انتشاراً، فلها عدة صور وأشكال، ولكن أكثرها يدور حول الذم والتهديد والتشهير عبر الإنترنت، مثل نشر صور فاضحة لشخص بهدف تشويه سمعته والاساءة له.
  • الجرائم الجنسية الإلكترونية: ويتمثل هذا النوع من الجرائم في نشر مواد إباحية بالسلوك الذي يتخذه الفاعل بتهيئة صفحات تحمل في طياتها مواد مخلة بالآداب العامة ويقوم بنشرها على الانترنت، ومن أمثلتها أيضاً جريمة الاستغلال الجنسي للأطفال مثل نشر صور للأطفال في أوضاع جنسية مخلة أو بث أفلام إباحية للأطفال.
  • جرائم الأمن العام وتجارة الرقيق والمخدرات: ومن هذه الجرائم، جريمة التجسس الإلكتروني، وجريمة إنشاء مواقع على الإنترنت تعمل على نشر الفتنة والتفرقة بين أفراد المجتمع من خلال بث الأفكار المكتوبة أو المسموعة أو المرئية.

مظاهر تحديات الجريمة الإلكترونية

  • عدم وجود اتفاق عام بين الدول على مفهوم الجرائم الإلكترونية، وبالتالي عدم وجود توافق بين قوانين الإجراءات الجنائية للدول بشأن التحقيق في تلك الجرائم.
  • ظهور وزيادة الأنشطة الإجرامية الإلكترونية من خلال استخدام تقنيات جديدة غير مسبوقة في المجال التكنولوجي والاتصالات.
  • أن الجرائم الإلكترونية باتت تتخذ أنماطاً جديدة وضرباً من ضروب الذكاء الإجرامي وهذا بلا شك يمثل تحديا جدياً وجديداً في الوقت الحاضر.
  • أن بعض الأنشطة الإجرامية الإلكترونية تستعصي على إدراجها ضمن الأوصاف الجنائية التقليدية في القوانين الجنائية الوطنية والأجنبية.

الوسوم:, , ,

كتابه رد أو تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


جميع الحقوق محفوظة لموقع أحمد محجوب للمحاماة © 2024